‏إظهار الرسائل ذات التسميات بلاد الرافدين. إظهار كافة الرسائل

اليهــــــــود وبابل





اليهــــــــود وبابل
طبعا نعرف الملك نبوخذ نصر الثاني
من أشهر ملوك هذه الدولة وأعظمهم شأنا ومن أهم أعمالة:
1- قام بأعمال عمرانية واسعة فى المدن وحصلت مدينة بابل على قدر كبير من عنايته إذ قام بتعميرها وتوسيعها وتجميلها .
2- دمر عاصمة اليهود (أورشليم) القدس واسر عددا كبيرا من أهلها عندما قاموا بثورة ضده.
3- لما عاد اليهود إلى الثورة مرة أخرى بعد عشر سنوات ( 586 ق.م) خرب عاصمتهم ودمرها تماما ونقل إلى العراق نحو 40000 يهودي سخرهم عبيدا فى بابل

"بناءً عليه"

تعتبر الديانة اليهودية، بصورة ما، تعتبر ديانة عراقية أولاً، ثم فلسطينية ثانياً. والسبب، لأن التأسيس الفعلي لهذه الديانة تم في (بابل) وان (التوراة ، الكتاب المقدس) اليهودي، قد كتبه فعليا اليهود المقيمون في بابل، حيث استلهموا اولا تراثهم الشفهي الفلسطيني الذي جلبوه معهم من فلسطين، ومزجوه مع تراث الديانة العراقية (البابلية) وأساطيرها المعروفة، مثل اسطورة الطوفان وقصة موسى، وآدام وحواء. اما كتابهم التشريعي (القانوني) في (التلمود البابلي) الذي كتبوه ايضا في بابل مستلهمين الثقافة القانونية 

العراقية ومن اهمها شريعة حمورابي

في بابل ظهر نبيهم حزقيال المعروف بـ (ذي الكفل) ويزور قبره المسلمون واليهود في المدينة المسماة باسمه الى اليوم في الجنوب. وفي العراق كذلك، جمع (عزرا) اسفار التوراة، ومات في العراق، وقبره في مدينة (العزير) في  الجنوب، يرعاه المسلمون واليهود معا. كما ان (التلمود البابلي) يعتبر الاكثر صحة من التلمود المقدسي، وكان جزء من جهود المدارس اليهودية التي أسست في جنوب العراق منذ القرن الثاني للميلاد. كما أسست معابد وبنيت مراقد يهودية كحال قبر (النبي ناحوم) في قرية (القوش) المجاورة للموصل أو (يوشع) الكاهن في الكرخ.

تعتبر الطائفة اليهودية في العراق من أقدم الطوائف اليهودية في العالم، إذ يرجع أصلها الى القرن السادس قبل الميلادي، من الاسرى الذين جلبهم (نبوخذ نصر) من فلسطين بعد سقوط دويلاتهم. وقد اتت بعد ذلك هجرات يهودية مستمرة من فلسطين الى العراق.

قام كورش الفارسي للعراق بالقضاء على دولة (بابل) سنة 538 ق.م التي كانت آخر دولة عراقية، وكانت بقيادة السلالة الكلدانية، و يعتقد بأن لتعاون اليهود مع كورش في فتح بابل من جهة وتحريض زوجته اليهودية الجميلة من جهة ثانية ورغبته في مد رقعة الدولة الفارسية وتكوين امبراطورية مترامية الأطراف من جهة ثالثة أثراً كبيراً في سماح كورش لليهود بالسكن في فلسطين لمن أراد منهم ذلك. هكذا جاءت القافلة الأولى برئاسة (زر بابل) مؤلفة من 42360 شخصاً و 7337 عبداً و تبعهم بعد ذلك جمع غفير. إلا أن العائدين لم يكونوا كل اليهود ، إذ فضل غالبيتهم العيش في العراق بعد ان تيسر لهم رغد العيش. وبذا يمكن القول بأن يهود العراق تألفوا من أسرى أولاً و مهاجرين طواعية ثانياً؟، ثم أخذ عددهم حتى بعد قدومهم لفلسطين في عهد كورش، يزداد مع مرور الزمن و مما ساعد على ذلك ما كانوا يتعرضون له من اضطهاد في فلسطين على يد أباطرة الرومان فكانت بيئة العراق بمثابة متنفس لهم يفدون اليها من وقت لآخر فراراً من ظلم الرومان و طمعاً في حماية الفرس وهكذا تكونت جاليتهم وأصبح لهم كيان في العراق.


المتحف العراقي الأفتراضي







"الويل لمن يلمس أجسادنا.. الويل لمن يسرق حُلانا.. يموت مريضاً   ولا يذهب إلى الجنة"المتحف العراقي الأفتراضي بعض من أثار حضارت بلاد مابين النهرين العظيمة ... ذكرى لأجيالنا القادمة عندما يسئلوننا من نحن ...






**تم تدمير  متحف الموصل يوم 26 فبراير 2015 علي يد مجموعة من تنظيم الدولة الاسلامية "داعس" بحجة طمس الاصنام وتم تخريب المتحف كامل بكل ما يحويه من اثار
**قام تتار العصر الجديد داعش بتاريخ ٧/٣/٢٠١٥ بتجريف وتدمير مدينة احضر التاريخية في سابقة بربرية لطمس حضارة العراق
**تم تدمير المتحف العراقي ونهب وتخريب اغلب محتوياته ابان الغزو الامريكي للعراق في ابريل 2003 فيما عرف انذاك بالحواسم

أثار من بلادي(14)..."الويل لمن يلمس أجسادنا.. الويل لمن يسرق حُلانا.. يموت مريضاً ولا يذهب إلى الجنة"،لعنة النمرود








"الويل لمن يلمس أجسادنا.. الويل لمن يسرق حُلانا.. يموت مريضاً 

ولا يذهب إلى الجنة"،

لعنة النمرود !!



ظهرت اللعنة منقوشة باللغة الآشورية، على إحدى أواني مدينة 



النمرود "كالح"، التي أسسها الملك الآشوري آشور ناصربال الثاني


 (ملك آشور بين عامي 883 و859 ق.م)، منتصف الألف الثانية ق.م،

 على مسافة 37 كلم جنوب شرقي مدينة الموصل، التي تحتضن

 حدودها الآن العاصمتين الآشوريتين الأخريين، نينوى وخربساد 

(دور- شركين)، شمال العراق.


فى حديثه لـ"سبوتنيك" سرد باحث الآثار العراقي، علي طالب، 

تاريخ مدينة النمرود، التي حُطمت معالمها وأبنيتها مؤخراً على يد

 تنظيم (داعش). كل ما فعله (داعش)، أنه دمر آثاراً عراقية شركية 

كُمبرر على عجزه عن حملها وتهريبها وبيعها، كباقي النفائس

 الحضارية من بلاد الرافدين، ومنها مدينة النمرود الآشورية الأثرية 

التي عُثر فيها على أعظم كنز في التاريخ يُضاهي اكتشاف كنز توت 

عنخ آمون الفرعوني في مصر.



ووفقا للجزء الثاني من قصة "كنز" النمرود، كما يرويها داني جورج



 مدير المتحف العراقي السابق والمحاضر في جامعة ستوني بروك 


في نيويورك في محاضرته التي ألقاها عن كنوز النمرود في العاشر

 من أبريل/نيسان من عام 1988 ، قال أن عالم أثار عراقي يدعى 

مزاحم محمود وجد أن أرضية إحدى القاعات داخل مدينة النمرود غير

 متناسقة، لذا أسرع ليزيل بعض البلاطات فظهر أمامه رأس قبة ثم 

مدخل إلى غرفة تحت الأرض. وبعد عشرة أيام، وصل مزاحم إلى

باب مطوق بآجرات تحميها مسلة من رخام تحمل النص "آشور

 ناصربال الثاني.


وحتى الخامس عشر من مايو/ آيار من العام المذكور، وجد مزاحم

 وراء الباب هيكلا عظميا لامرأة مُمددة على ظهرها في عنقها عقد

 وفي أذنيها قرطين من الذهب جميعها مطعمة بالعقيق واليشب

 واللازورد وحلي ذهبية، ورأسها مُستند إلى قصعة من فضة منحوتة

 على شكل نجمية.

الدهشة بالعثور على كنز عظيم، كادت أن تُطفئ حياة مزاحم

 لبرهة، لكن نشوة الاكتشاف جعلته يُفكر بوجود المزيد.

واصل مزاحم البحث والحفر حتى فتح غرفة ثانية عثر فيها على جرار

 فخارية في ديسمبر/كانون الأول عام 1988.

وفي مارس/آذار عام 1989، عثر مزاحم على بئر مربع عمقه ثلاثة

 أمتار أخرج منها ركام أحجار ليرى باباً موصداً ورائه غرفة يضطر من

 يدخلها للإنحناء.


كانت الغرفة مليئة بالأواني والجرار الفخارية وقناديل الزيت 


وزجاجيات وألواح من طين كتب على إحداها باللغة الآشورية 

الحديثة، وترجمتها بالعربي عبارة "الويل لمن يلمس أجسادنا.. 


الويل لمن يسرق حُلانا.. يموت مريضاً ولا يذهب إلى الجنة".


نزع مزاحم باباً مغلقاً لينسدل ضوء النهار لأول مرة منذ ألفين



 وسبعمائة سنة على غرفة جنائزية مربعة تتمدد فيها آبايا وإتيليا


 زوجة وإبنة الملك تجلاتبلازر الثالث.



آبايا مُغطاة بالذهب الخالص، بينما تتدلى من إيتيليا العقود والأساور

 والخواتم، محاطتان بأوان مطبخية من ذهب وأخرى من رخام أبيض، 

كاد أن يُغشى عليه من الرهبة والحماسة بسبب ما اكتشفه.

ثم اكتشف غرفة ثانية، فوجد قبراً ضخماً فارغاً وبجانبه ثلاثة قبور

 ضخمة تحتوي على رفات 17 شخصاً وعثر فيها على تاج ذهب

 محفور على شكل أوراق العنب والرمان، وصورة ملك الموت يزن 

كيلو جراماً نقش عليه "إنه يعود إلى زوجة آشور ناصربال الثاني"

 وإلى جانبها حلي لا يحصى بالإضافة إلى تاج آخر مزين بـ96 قطعة 

على شكل وردة.ما أكتشفه مزاحم محمود، أكثر من ستم

ائة حلية بأنماط آشورية مصرية فينيقية مدفونة من قلب القصر

 الإمبراطوري، وكان مصدر الذهب من مصر العليا والأناضول والفيروز

 من إيران، أما اللازورد فكان من أفغانستان.



مع وقت الاكتشاف التاريخي، كان العراق في حرب مع الكويت

 وبسبب سياسات النظام السابق، لم يحصل مزاحم محمود على

 إشهار يضعه بنفس المكانة مع هنري مالون، زوج "أغاثا كريستي"

 الكاتبة الإنغليزية التي اشتهرت بكتابة الروايات البوليسية.

ونُقل كنز النمرود، بتكتم من النظام السابق، إلى البنك المركزي

 العراقي، وبعد 10 أعوام من السر، تمكن مزاحم محمود من البوح

 بأعظم اكتشاف في حياته وتاريخ العراق الإنساني، عندما تلقى

 دعوة من المتحف البريطاني عام 2002.وعرض مزاحم الصور التي

 التقطها للموقع والكنز على مدير العاديات الشرق أوسطية، جون

 كورتيس، وصاح قائلاً "إنه اكتشاف أثري يضاهي اكتشاف كنز توت

 عنخ آمون".




وحفظ كنز النمرود في صناديق خزنة مُحكمة الإغلاق داخل قبو 

يتكون من مستويين ذي تقنية تغمر الخزنة الرئيسية بالمياه 

أوتوماتيكيا، ولا يُمكن فتح الخزنة إلا بمفتاحين وشيفرتين من الأرقام،

 احتفظ بها موظفون في البنك.



وقبل انتهاء حرب غزو الكويت، ذهب عدي صدام حسين لسحب 



مليار دولار من البنك المركزي، الأمر الذي رفضته الإدارة مُشترطة


 توقيع صدام، وهذا ما حدث، جاء عدي بالتوقيع، وعندما سمع حملة 

مفاتيح الخزنة، حيث يغفو كنز النمرود، توقعا عدم وجود قوة تردع أحد

 أفراد العائلة الحاكمة من الاستحواذ على الكنز، فاتفقا على أن

 يفترقا ويأخذ كل منهما عائلته ويهجر بغداد باتجاه الريف، دون علم 

أحد قط.وحتى سقوط النظام عام 2003، قُتل عدي على يد قوة 

أمريكية مع قصي، الابن الثاني لصدام، تزامنا مع انفلات الأمن في

 العراق، إذ نُهبت أغلب دوائر الدولة من قبل بعض المواطنين الذين

 عانوا حصار النظام لمدة طويلة، ومنها البنك المركزي.


وحاول بعض اللصوص، النزول إلى خزنة البنك لسرقة الكنز ومعهم

 قاذفة "آ ربي جي"، أطلقوا قذيفة منها على باب الخزنة من 

مسافةقريبة ارتدت عليهم لتقتلهم مُتأثرين بالانفجار، كمفعول فوري

 للّعنة، ودون أن يكسر الباب وبقي الكنز محفوظا حتى يومنا هذا.

وشهدت الثيران المُجنحة، أبرز معالم الحضارة العراقية الحارسة 

لبوابات النمرود، المدينة الخصبة ذات اللقى العاجية الكريستالية،

 مرتع الملك الآشوري آشور ناصربال ، بطش تنظيم (داعش) الذي

 روض خسائره الفادحة في محافظة صلاح الدين، بتدمير المعالم

 التاريخية لمحافظة نينوى أقدم وأكبر مناطق العراق آثارا.






------------------------------------------------------------------
**تم تدمير  متحف الموصل يوم 26 فبراير 2015 علي يد مجموعة من تنظيم الدولة الاسلامية "داعس" بحجة طمس الاصنام وتم تخريب المتحف كامل بكل ما يحويه من اثار
**قام تتار العصر الجديد داعش بتاريخ ٧/٣/٢٠١٥ بتجريف وتدمير مدينة احضر التاريخية في سابقة بربرية لطمس حضارة العراق
**تم تدمير المتحف العراقي ونهب وتخريب اغلب محتوياته ابان الغزو الامريكي للعراق في ابريل 2003 فيما عرف انذاك بالحواسم


فلم أغتيال حضارة





فلم اغتيال حضارة عرض اليوم في مؤتمرنا الذي عقد اليوم بين مركز

 النهرين للدراسات ومركز كلكامش وبحضور كبير . يرجى المساهمة

 بنشره من قبل الجميع ليشاهد العالم ماذا فعل المغول الجدد

 بوطني , دمروا كل شي فجروا ، قتلوا سرقوا اغتصبوا ، لنتكاتف معا

 لطردهم من عراقنا ، فلم يدمع العين ويفطر القلب ، ارجوكم 

انشروه لأجل العراق




**تم تدمير  متحف الموصل يوم 26 فبراير 2015 علي يد مجموعة من تنظيم الدولة الاسلامية "داعس" بحجة طمس الاصنام وتم تخريب المتحف كامل بكل ما يحويه من اثار
**قام تتار العصر الجديد داعش بتاريخ ٧/٣/٢٠١٥ بتجريف وتدمير مدينة احضر التاريخية في سابقة بربرية لطمس حضارة العراق
**تم تدمير المتحف العراقي ونهب وتخريب اغلب محتوياته ابان الغزو الامريكي للعراق في ابريل 2003 فيما عرف انذاك بالحواسم

اثار من بلادي(13)......رجال وقفوا وراء اكتشاف اسرار الحضارة الآشورية




ظلت مدينتان قديمتان، تحويان كنوز الحضارة الآشورية، مدفونتين لنحو 2500 عام، إلى أن تم التنقيب عنهما وكشفهما منذ نحو 170 عاما، قبل أن تتعرضا للتدمير على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
ويمكن القول إن التنقيب عن الآثار الآشورية مهد الطريق أمام تنظيم الدولة لتحطيم ما تبقى منها، لكنه أدى أيضا إلى ضمان الحفاظ على بعض كنوز هذه الحضارة الغابرة.في عام 1872 ، قضى رجل يدعى جورج سميث ليالي معتمة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، في حجرات المتحف البريطاني يتفحص في رقيم طيني مكسور.وكان هذا الرقيم واحدا من آلاف القطع التي عثر عليها في التنقيبات حينها في شمال العراق، وكانت ممتلئة بنصوص كتبت بحروف مسمارية معقدة، استخدمت قديما في بلاد الرافدين، وفكت رموزها خلال حياة سميث.
ويوضح بعض هذه الرقم شؤون الحياة اليومية، للمحاسبين والموظفين في الدولة الآشورية، وتفاصيل أمثال انكسار عجلة إحدى العربات أو تأخر وصول شحنة من الأرز والقار، بينما سجلت ألواح أخرى انتصارات جيوش الملك الآشوري، أو تعاويذ الفأل التي تنبأ بها كهنته ووضعوها في أحشاء خروف قدم كقربان.لكن الرقيم الذي كان سميث يدرسه كان يحكي قصصا، إحداها عن العالم الذي غرق بسبب الطوفان، وأخرى عن رجل بنى سفينة، وعن حمامة أطلقت لكي تبحث عن أرض جافة.وأدرك سميث أنه يقرأ في نسخة من قصة سفينة نوح، لكن الكتاب لم يكن سفر التكوين. إنها ملحمة جلجامش، وهي قصيدة ملحمية نقشت لأول مرة على ألواح من الطين الرطب عام 1800 قبل الميلاد، أي نحو 1000 سنة قبل كتابة التوارة اليهودية (العهد القديم في المسيحية)، وحتى رقيم سميث الذي يعود الى حوالي القرن السابع قبل الميلاد يعد أقدم بكثير من المخطوطات المبكرة لسفر التكوين.وبعد نحو شهر من ذلك، وفي الثالث من ديسمبر/ كانون الأول، قرأ سميث ترجمة هذا النص على أعضاء جمعية علم آثار الكتاب المقدس.وكان من بين من حضروا للاستماع رئيس الوزراء حينها ويليام غلادستون، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يستمع فيها جمهور إلى ملحمة جلجامش طيلة أكثر من 2000 عام.وأثارت قراءة سميث ضجة، فتعامل معها البعض بقناعة دينية، عادا اياها إثباتا للحقيقة الجوهرية التي جاء بها الكتاب المقدس، ولكن ثمة من رآها أكثر إثارة للقلق.إذ صدَّرت صحيفة نيويورك تايمز صفحتها الأولى في اليوم التالي بمقال، يقول عنوانه إن رقيم الطوفان يكشف "تراثا مختلفا عن الطوفان بعيدا عن ذلك الذي ورد في الكتاب المقدس، الذي ربما يكون أسطوريا مثل البقية ".وبعد أقل من 15 عاما من نظرية داروين عن أصل الأنواع، جاءت ملحمة جلجامش لتبدو للعديدين أشبه بصدع كبير في صرح المسيحية في العصر الفيكتوري.
وبدأت قصة العثور على رقيم الطوفان في مكان يسمى تل كوسينجق وهو أحد الأماكن الأثرية التي يحفر فيها تنظيم الدولة الآن بحثا عن الآثار الآشورية.وجاءت هذه القصة في كتاب للبروفيسور ديفيد دامروش من جامعة كولومبيا بعنوان "الكتاب المدفون: فقدان وإعادة اكتشاف ملحمة جلجامش العظيمة".وتقع بلدة كويسنجق قبالة مدينة الموصل على الضفة الأخرى من نهر دجلة، وكانت منذ نحو 2700 عاما جزءا من مدينة نينوى آخر عاصمة للأشوريين.وكانت الدولة الآشورية امبراطوية واسعة، امتدت في أوج مجدها من شواطئ الخليج إلى جبال الأناضول في تركيا وسهول مصر.وطيلة ثلاثمائة عام، ما بين عامي 900 إلى 600 قبل الميلاد، كانت الحضارة الأشورية الحضارة الأكثر تقدما على الإطلاق في تلك العصور، وقوة تكنولوجية كبرى استندت إلى ثروات تجارها وبأس جيوشها.




رقيم كتب بالحروف المسمارية

وعثر على نقش في تل كويسنجق يظهر الملك الآشوري آشور بانيبال، يتنزه في حديقته بينما يتدلى رأس عدوه ملك عيلام تيومان المقطوع من أحدى الأشجار.لكن الحضارة الآشورية لم تكن منيعة على الغزوات، ففي عام 612 قبل الميلاد اجتيحت نينوى ودمرت تدميرا كاملا في تمرد قاده البابليون، وأضحت أغنى مدينة في العالم حينها أنقاضا.وسقط سكان نينوى قتلى أو أسروا عبيدا، وغطى التراب بقايا مكتبة الملك الراحل أشور بانيبال، ونسخته المكتوبة بعناية من ملحمة جلجامش.وبعد نحو ألفين وخمسمئة عام من ذلك التاريخ، وفي شتاء عام 1853 رفع رجل يدعى هرمز رسام هذه القصيدة الملحمية من وسط التراب.نشأ رسام في مدينة الموصل على الضفة الأخرى من النهر. وفي ذلك الحين الذي كانت القوى الاستعمارية تنظر فيه إلى السكان المحليين على أنهم ليسوا أكثر من عمال زراعيين، أو اناسا يغطون في الجهل، عين رسام من قبل المتحف البريطاني، ليقود أهم عملية تنقيب عن الآثار في ذلك العصر، وأصبح بشكل أو بآخر أول آثاري يولد وينشأ في الشرق الأوسط.وكانت عائلة رسام من المسيحيين الكلدان، أحفاد الآشوريين القدماء، الذين اعتنقوا المسيحية في القرن الرابع، وظلوا مختلفين اثنيا عن سكان العراق من العرب والأكراد.وهذه هي المجموعة الاثنية نفسها، التي أجبرها مسلحو تنظيم الدولة خلال العام الماضي على اعتناق الإسلام، أو دفع ضريبة خاصة تسمى الجزية في الإسلام، وإلا يتعرضوا للقتل.وهرب معظم المسيحيين الأشوريين من الموصل باتجاه الشرق أو الشمال إلى المناطق الكردية، التي تتمتع بالحكم الذاتي، أو عبروا الحدود باتجاه تركيا.حينما كبر رسام، كانت الموصل مكانا هادئا، وكانت هذه المدينة جزءا من الإمبراطورية العثمانية التي كانت تضمحل تدريجيا، وهذه المدينة، التي كانت مساحة خلفية منعزلة، لم توفر كثيرا من الفرص لشاب يتمتع بالطاقة والموهبة.لكن في عام 1845 التقى رسام بشخص ما غير مسار حياته، وهو أوستن هنري لايارد. كان رسام يبلغ من العمر حينها 19 عاما.




الآشوريون هم المجموعة الاثنية نفسها، التي أجبرها مسلحو تنظيم الدولة خلال العام الماضي على اعتناق الإسلام، أو دفع ضريبة خاصة تسمى الجزية، وإلا يتعرضوا للقتل.

وكان لايارد مستكشفا وصل إلى الشرق الأوسط على ظهر الخيل في نهاية الثلاثينات من القرن السابع عشر مسلحا بمسدسين والكثير من الأموال.وخلال الفترة التي وصل فيها إلى الموصل، كان لايارد قد شاهد بالفعل معبدي بترا وبعلبك بالإضافة إلى مدينتي دمشق وحلب النابضتين بالحياة، لكن آثار العراق غير المكتشفة هي التي استحوذت على لبه.
وكتب لايارد قائلا: "غموض كبير يخيم على آشور وبابل وكلدو (ارض الكلدانيين)، فقد ارتبطت هذه الأسماء بأمم عظيمة ومدن عظيمة.....السهول التي ينظر إليها اليهودي وغير اليهودي على حد سواء على أنها مهد سلالتهم".وأضاف:"مع غروب الشمس، رأيت للمرة الأولى تل نمرود المخروطي الكبير وهو يرتفع في مواجهة السماء الصافية وقت الليل، وكان التل يقع في الجانب الآخر من النهر. والانطباع الذي ولده لدي (هذا التل) لا يمكن نسيانه أبدا.الفكرة التي كانت تخطر ببالي باستمرار هي إمكانية الاستكشاف الكامل لتلك الآثار العظيمة باستخدام المجرفة".وبعد سنوات من التفاوض مع السلطات العثمانية، أدخل لايارد في نهاية المطاف مجرفة إلى التل في منطقة آثار نمرود، التي تبعد 20 ميلا جنوب الموصل، في صيف عام 1845. وهذا هو الموقع الذي بدأ فيه تنظيم الدولة الإسلامية أعمال التجريف في وقت سابق من هذا الشهر، بحسب مسؤولين عراقيين.في أول يوم من أيام الحفر، عثر لايارد على حدود أولية لأحد القصور الملكية، وبعد اسبوع بدأ استخراج الألواح الضخمة من المرمر والتي كانت مصفوفة على جدرانه، وهي الألواح التي صورت قوة الملك الآشوري والخنوع الذليل من جانب أعدائه.وخلال ثلاث أو أربع سنوات، اكتشف لايارد الحضارة الآشورية القديمة، التي لم يكن يعرف عنها حتى ذلك الحين سوى اسم مذكور في صفحات الكتاب المقدس، وملأ المتحف البريطاني بالنقوش والكتابات من المكان الذي شهد مهد الحضارة المدنية.وحينما نشر قصة تنقيباته في عام 1849 في كتاب "نينوى وآثارها"، أصبح هذا الكتاب بسرعة أحد الكتب الأكثر مبيعا.لكن باعترافه، لم يكن من الممكن إنجاز أي من هذه الأشياء بدون هرمز رسام.




هرمز رسام بعد أن استقر في بريطانيا

ربما عرف المستكشف البريطاني كيفية الحصول على تمويل من أمناء المتحف البريطاني، لكن رسام هو من عرف كيفية التعامل مع القرويين في شمال العراق، والتحدث باللغة العربية والتركية والآرامية السريانية، لغة المسيحيين الآشوريين.لقد كان رسام هو الشخص الذي عرف كيف يمكن التفاوض مع شيخ قبلي، وكيفية رشوة حاكم محلي بهدية من القهوة، وكيفية استئجار 300 عامل لجر تمثال ضخم لثور مجنح إلى نهر دجلة وتعويمه على مجموعة كبيرة من الألواح الخشبية وقرب جلد الماعز المنفوخة.ولم يتمكن رسام ولايارد من شحن كل شيء إلى المتحف البريطاني،كما كانا يرغبان. ومن بين المواقع التي جرى التنقيب فيها كانت بوابة نيرغال في السور الشمالي لنينوى، وهي البوابة ذاتها التي وقف عندها أحد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية ليصور خطبة عصماء ضد الشرك وعبادة الأصنام التي كانت سائدة في عصر ما قبل الإسلام.
يحيط بالبوابة ما وصفه لايارد في كتابه عام 1835 بعنوان "اكتشافات ما بين آثار نينوى وبابل" "زوج مهيب من الثيران برأسي إنسان، بطول أربعة عشر قدما مترا لكل واحد منهم ولا يزالان بكامل هيئتهما رغم وجود بعض الشقوق وآثار الحريق".وكانت هذه الثيران المجنحة المعروف باسم "لاماسو" توضع عند بوابات المدن الآشورية لترهيب الأعداء وإبعاد الأرواح الشيطانية، لكنها لم تبعد المخربين من أفراد تنظيم الدولة الإسلامية، الذين حطموا وجه لاماسو بآلة حفر.وبعد أن نجحا معا في إنقاذ آشور من النسيان، كون لايارد ورسام صداقة امتدت طوال حياتهما. وحينما كان لايارد، مثل الكثيرين من المستشرقين الأوروبيين، يحرص على ارتداء الملابس الشرقية وسط شعور بالابتهاج، كان رسام يبذل قصارى جهده لتقديم نفسه كرجل انجليزي في عهد الملكة فكتوريا.وجاب رسام سهول العراق وهو يرتدي صدرية وسترة، واعتنق المذهب البروتستانتي، الذي وصفه بأنه "الديانة النقية لبريطانيا العظمى". ودرس رسام في اوكسفورد 18 شهرا، حيث تعلم التزلج على الجليد. وكتب الى صديقه لايارد "أفضل أن أكون منظف مداخن في انكلترا على أن أكون باشا في تركيا".وكانت التنقيبات الأثرية تعتمد بقوة على رسام، إلى الدرجة التي جعلت المتحف البريطاني يعين هذا الشاب العراقي لمواصلة عمليات التنقيب بمفرده بعد تقاعد لايارد عن العمل في مجال علم الآثار وتحوله إلى دبلوماسي وسياسي ببريطانيا. وبعد عودته إلى الموصل، أظهر رسام تفانيا مذهلا لخدمة مصالح بلاده الجديدة التي اختار العيش والإقامة فيها.وكان علم الآثار جزءا مركزيا في هذه المصالح. إذ تنافس البريطانيون مع الفرنسيين للاستحواذ على آثار العالم القديم على امتداد منطقة أعالي نهر دجلة.
وكان أول من بدأ الحفر في نينوى رجل فرنسي يدعى "بول اميل بوتا". ورغم أن بوتا أوقف أعمال الحفر في نينوى للتركيز على قرية "خورس آباد" القريبة، إلا أنه ظل ثمة إدراك على نطاق واسع بأن هذا الموقع لا يزال في دائرة النفوذ الفرنسي.وعلى الرغم من كون رسام في موطنه الأصلي، وعلى الضفة المقابلة للمدينة التي نشأ فيها، لكنه لم يشهد نقل كنوز نينوى، مثل خورس آباد، إلى متحف اللوفر بفرنسا.




اكتشف أوستن هنري لايارد الثور المجنح

ودون الحصول على أي إذن رسمي، وعبر العمل تحت جنح الظلام، كان رسام وفريقه يحفرون في الزاوية الشمالية من تل نمرود.وفي ديسمبر/كانون الأول عام 1853، أي بعد حوالي أسبوع من أعمال الحفر، انهار جزء ضخم من الأرض وسمع رسام رجاله يصرخون "صور!".وهناك، في ضوء القمر، كانت هذه الألواح الحجرية التي نقشت قبل أكثر من 2500 عام لغرف ملك الآشوريين آشور بانيبال (الذي حكم خلال الفترة من 668 وحتى 627 قبل الميلاد).يقول جون كيرتيس، رئيس المعهد البريطاني لدراسة العراق إنه فن آسر عال الجودة، فالمشاهد التي تصور مطاردة أسد في سهول بلاد الرافدين، وحيوانات تصاب بسهام الملك، مناظر مفعمة بالدراما على نحو يتفوق على جميع النقوش التي عثر عليها سابقا في منطقة الشرق الأوسط.
ويضيف "يعود تاريخ مناظر مطاردة الأسد إلى الفترة الأكثر تطورا في الفن الآشوري، إذ صورت الأسود بطريقة رائعة، نابضة بالحياة والتفاصيل الطبيعية. إنها أفضل أعمال النحت البارز(على الجدران) الآشورية".وإذا لم تحتو تلك الألواح الحجرية الا على مشهد مطاردة الأسد فقط، فذلك يكفي ليضع قصر آشور بانيبال على قائمة أهم الاكتشافات الأثرية في القرن التاسع عشر. بيد أن بقايا رقم مكتبة آشور ناصر بال كانت تتناثر على أرضية القصر. وقد كتب رسام :"بين هذه الرقم (المكتشفة)عُثر على قصص كلدانية للخليقة والطوفان". واستطاع رسام، على الرغم من جهله قراءة النصوص المسمارية ولم يكن قد تعلم فك شفراتها، أنه عثر على رقيم قصة الطوفان.وصلت الصناديق التي تحتوي على مكتبة آشور بانيبال إلى لندن في الوقت الذي كان يغادر فيه جورج سميث المدرسة. ومثل رسام، لم يكن سميث عضوا في المؤسسة الفيكتورية، فقد ولد لأسرة تنتمي إلى الطبقة العاملة، وبدأ في سن الرابعة عشرة العمل متدربا في مؤسسة لسك العملات النقدية. وكان الصبي رساما جيدا، لكن بمرور الوقت بدأ عمله، وتأثر خياله فعلا بمغامرات لايارد الجسور والآثار التي وصلت من نمرود ونينوى.




قام مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية بتدمير الأثار الاشورية في متحف الموصل وبوابة نرغال

وبحلول منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر، زار سميث أروقة المتحف البريطاني، وشاهد الرقم المسمارية التي كانت تأتي من قصور الملوك الآشوريين.وعندما بلغ العشرين من عمره في عام 1860 كان سميث قد بدأ فهم المخطوطات المسمارية واللغة الآكادية التي كتب بها معظم الرقم.وكان سميث يتمتع بذاكرة بصرية حادة، وأعاد تجميع وفك رموز سطور حواها نص غير صالح للقراءة تقريبا من بين مئات القطع المهشمة.ولم يمض وقت طويل حتى استطاع سميث، الذي لم يلتحق بالجامعة ولم يغادر بريطانيا، الوصول إلى أهم اكتشاف في تاريخ وأدب الأمبراطورية الآشورية.تشجع سميث باعتراف زملائه من خبراء علم الآشوريات بجهده، لكن ما كان يريده بحق هو شئ سيجعل اسمه ذائع الصيت، وهو شيء ما يعادل رحلة استكشافية إلى العراق.في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1872 وبينما كان يتهجأ سطور قصيدة رقيم الطوفان سطرا بعد سطر، شعر أنه توصل إلى اكتشاف ما. وكان سميث فرحا جدا، فكتب الى أحد زملائه بأنه "يدور في الغرفة" وأنه من "دهشه اكتشاف هذه الهدايا، بدأ في خلع ملابسه".




صورة لأوستن هنري لايارد وهو يرتدي الزي الشرقي

وبعد شهرين، وبفضل منحة مالية قدمتها صحيفة "ديلي تيلغراف" وقدرها ألف جنيه استرليني، ذهب جورج سميث إلى العراق لاستئناف أعمال التنقيب الأثرية التي بدأت من قبل.كافح سميث من أجل التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة وفظاعة الأعمال التي ترتكبها الإمبراطورية العثمانية. إذ كان ينقصه توهج سميث و فراسة رسام في التعامل مع الشارع. ويقول ديفيد دامروش إنه "كان يشعر بالرعب من مستوى اجراءات النظافة الصحية، ويشمئز من منظر الكباب، وكان بريئا جدا ولا يستطيع دفع (بخشيش) صغير يسهل تحويل أي شيء".بيد أن جورج سميث كان بلا شك عبقريا، وقبل وفاته بسبب اصابته بالزحار (الديسنتري) في حلب عام 1876، عن عمر ناهز 36 عاما فقط، كان قد نشر ثمانية كتب أساسية عن تاريخ الحضارة الآشورية ولغتها، فضلا عن عشرات الكشوف الآثرية الرئيسية، و أماط اللثام عن أول أعظم عمل أدبي في العالم.وعقب وفاة سميث، اعيد استدعاء رسام للعمل في المتحف البريطاني. حيث واصل العمل لاكتشاف مدينة سيبار البابلية والتنقيب فيها للكشف عن الأبواب البرونزية العظيمة لقصر بلاوات، كما إرسل أكثر من 70 ألف لوح مسماري إلى لندن.وكانت هذه الاكتشافات كافية لتجعل منه ذائع الصيت، ولكن انتهاء آخر بعثاته العلمية في ثمانينيات القرن التاسع عشر، محي اسم هرمز رسام من السجل.
ونسب السير هنري راولينسون، الذي كان يشغل منصب القنصل البريطاني في بغداد وقت إجراء رسام تنقيباته في نينوى، اكتشاف قصر آشور بانيبال لنفسه. وكتب قائلا إن رسام كان مجرد"حفار" يشرف على العمل. والأكثر إهانة من ذلك هو ما لمح به أحد أمناء المتحف البريطاني بأن رسام استفاد من تجارة الآثار غير المشروعة التي ازدهرت نتيجة التنقيبات في العراق.لقد تعرض رسام، الذي كان معجبا جدا بسلوك النخبة الفيكتورية، ووهب مجمل حياته المهنية لخدمة الامبراطورية البريطانية، إلى جرعة كبيرة من المعاملة المتعجرفة والعنصرية والازدراء. ولم يجد ناشرا بريطانيا لمذكراته، وبوفاته في منزله في هوف عام 1910، كان حتى اسمه أزيل من الالواح المعدنية ودليل إرشاد الزائرين بالمتحف البريطاني.وكان الانجليزي الوحيد الذي وقف إلى جانب رسام هو صديقه القديم لايارد، الذي كتب يقول إن رسام "أحد أكثر الزملاء الذين عرفتهم شرفا واستقامة، ورجل لم يتم الاعتراف على الإطلاق بما قدمه من خدمات".وتقول الدكتورة لمياء الجيلاني، عالمة الآثار عراقية في جامعة كوليج لندن :"مازالوا يذكرون رسام في الموصل، إنهم فخورون به جدا".وفي بريطانيا ،على الرغم من أنه لم يرد الاعتبار لسمعته بشكل كامل، تطور علم الآثار بعد جيل من مغادرته الميدان، ليصبح علما منهجيا، وبحثا علميا عن المعرفة وليس تدافعا امبرياليا جشعا للحصول على الكنوز. فكل قدم من الأرض تم نخله والبحث فيه الآن وجمعت كل بذرة في الارض أو سن وجد فيها، وقيست كل قطعة فخار عثر عليها وحللت.أما لايارد ورسام، اللذان دفعتهما السلطة الأمبريالية لانتشال تحف فن بلاد ما بين النهرين قبل الفرنسيين، ذهبا ليجرفا الجدران الطينية من المباني القديمة حتى من دون أن ينتبها إليها، ولم يحتفظا إلا بسجلات بدائية جدا، وخاضا بعنف في المواقع التي لو كانا قد عملا فيها ببطء أكثر وبطرق أكثر منهجية لكان من الممكن أن يقدما ثروة معرفية كبيرة عن حياة الآشوريين. ووفقا لمعايير علم الآثار الحديث، فأنهما لم يكونا أكثر من صائدي كنوز مدفوعي الأجر من المتحف البريطاني.




رأس الثور المجنح في المتحف البريطاني

وتضيف الجيلاني :أن "الأمر عاطفي بالطبع، بالنسبة للعراقيين"، لزمن طويل ظلوا يأتون إلى المتحف البريطاني ويرون هذه القطع الأثرية ويشعرون أنها يجب أن تعاد الى العراق، "لكنهم يلزمون الصمت في الوقت الحالي، لأنهم يرون ما يحدث بالعراق ويقتنعون أن هذه الأشياء حفظت آمنة على الأقل في المتحف البريطاني وفي اللوفر".
وليس الجميع على استعداد لتبرئة القوى الاستعمارية. ولكن بالنسبة لجميع الكنوز التي نقلها لايارد ورسام من بلاد ما بين النهرين، كانت ثمة خطوط لم يعبروها.وعلى تلين أثرين صغيرين من تلال نينوى القديمة كان ثمة ضريح، يدعى السكان المحليون أنه للنبي يونس، ويقولون أنه كان المكان الذي دفن فيه النبي يونس (يونان).وظل سكان الموصل، من المسملين والمسيحيين، يصلون لقرون في هذا المكان ويزورونه، وقد عرف كلا من لايارد ورسام أن في هذا الموقع يقع فوق قصر ملكي أشوري، لكنه كان مكانا مقدسا دينيا ولا يمكن تدنيسه.لكن تنظيم "الدولة الإسلامية" لم يكن لديه مثل هذا الوازع. ففي 24 يوليو/ تموز 2014، فجر مقاتلوه ضريح النبي يونس بالمتفجرات ليحطموه قطعا صغيرة تسببت في ظهور سحابة الركام في سماء الموصل.وأخذ اللصوص الذين يعملون لحساب تنظيم "الدولة الإسلامية" يحفرون في أطلال الضريح المدمر.ووفقا لنائب وزير السياحة والآثار العراقي قيس حسين راشيد، فإن القطع الفنية التي خرجت من الموقع وصلت عبر التهريب إلى أيدي تجار في أوروبا.وهناك مئات المواقع الآثرية تحت سيطرة "الدولة الإسلامية" الآن. لكن تحت أنقاض النبي يونس ثمة أرض ممتدة لم تصل إليها أيدي علماء الآثار، تلك الأرض التي تضم قصر الملك الآشوري أسرحدون، والذي ربما يحتوي على بعض الكنوز الفنية أو الأدبية العظيمة من العالم القديم.
 منقول عن BBC
------------------------------------------------------------
**تم تدمير  متحف الموصل يوم 26 فبراير 2015 علي يد مجموعة من تنظيم الدولة الاسلامية "داعس" بحجة طمس الاصنام وتم تخريب المتحف كامل بكل ما يحويه من اثار
**تم تدمير المتحف العراقي ونهب وتخريب اغلب محتوياته ابان الغزو الامريكي للعراق في ابريل 2003 فيما عرف انذاك بالحواسم


اثار من بلادي(12).....مملكة الحضر




مملكة الحضر أو مملكة عربايا هي من أقدم مملكة عربية في العراق في الجزيرة الفراتية وتحديداً في السهل الشمال الغربي من وادي الرافدين الذي هو غرب العراق وشرق سوريا حالياً، تمركزت مملكة الحضر في مدينة الحضر إلى الجنوب الغربي من مدينة الموصل على مسافة 110 كيلومتراً. وتبعد عن مدينةآشور القديمة حوالي 70 كيلومتراً. ظهرت مملكة الحضر في القرن الثالث الميلادي وحكمها أربعة ملوك استمر حكمهم قرابة المائة عام.عرفت مملكة الحضر (مملكة عربايا) بهندستها المعمارية وفنونها وأسلحتها وصناعاتها، الحضر كانت في مستوى روما من حيث التقدم حيث وجد فيهاحمامات ذات نظام تسخين متطور وأبراج مراقبة ومحكمة ونقوش منحوته وفسيفساء وعملات معدنية وتماثيل كما ضربوا النقود على الطريقة اليونانية والرومانية وجمعوا ثروات عظيمة نتيجة لازدهارهم الاقتصادي..وجدت كتابة على أحد المباني تقول:"سنطروق هو ملك العرب". وسنطروق يسمى في التاريخ العربي بالساطرون المشهور بقصة خيانة ابنته له(الساطرون. وكان من الجرامقة. والعرب تسميه الضيزن. وهو من قضاعة. وكان قد ملك الجزيرة، وكثر جنده، وأنه تطرق بعض السواد – إذ كان سابور بخراسان -. فلما عاد سابور، أخبره بما كان منه، فسار إليه، وحاصره أربع سنين، وقيل سنتين، لا يقدر على هدم حصنه، ولا الوصول إليه. وكان للضيزن بنت تسمى: النضيرة. فحاضت. فأخرجت إلى ربض المدينة. وكذلك كان يفعل بالنساء. وكانت من أجمل النساء. وكان سابور من أجمل الناس. فرأى كل واحد منهما صاحبه. فتعاشقا. فأرسلت إليه: ما تجعل لي إن دللتك على ما تهدم به سور المدينة. فقال: أحكمك، وأرفعك على نسائي. فقالت: عليك بحمامة ورقاء مطوقة، فاكتب على رجلها بحيض جارية بكر زرقاء، ثم أرسلها، فإنها تقع على سور المدينة فيخرب. وكان ذلك طلسم ذلك البلد. ففعل. وتداعت المدينة. فدخلها عنوة. وقتل الضيزن وأصحابه. فلم يبق منهم أحد يعرف اليوم. وأخرب المدينة. واحتمل النضيرة، فأعرس بها بعين التمر. فلم تزل ليلتها تتضور. فالتمس ما يؤذيها، فإذا ورقة آس ملتزقة بعكنة من عكن بطنها. فقال لها: ما كان يغذوك به أبوك؟ قالت: الزبد، والمخ، وشهد الأبكار من النحل، وصفو الخمر. فقال: وأبيك، لأنا أحدث عهدا، وآثر لك من أبيك؟ فأمر رجلا فركب فرسا جموحا، ثم عصب غدائرها بذنبه، ثم استركضها، فقطعها قطعا).. حاول الفرس والرومان غزوها مرارا حيث فشل الإمبراطور الروماني تراجان وكذلك الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس سنة 199م بعد أن احتل كلاً من بابلوسلوقية وتيسفون لأن سكانها دافعوا عنها دفاعاً عنيداً, واستخدموا أقواساً مركبة ترمي سهمين مرة واحدة وقتلوا بها بعضاً من الحرس الوطني الخاص بالامبراطور. وهزمت جيش الإمبراطور الفارسي أردشير الأول الذي سيطر على منطقة الجزيرة كلها حتى سقطت بيد الفرس سنة 241م ودمرت تدميراً شديداً ومنع أهلها من حمل السلاح. وكانت تلك نهاية مملكة عربايا.يجدر بالذكر إلى أن ممالك عربية كانت أيضا موجودة في منطقة الهلال الخصيب في نفس الفترة، أهمها: مملكة الأنباط - عاصمتها البتراء، ومملكة تدمر - عاصمتها تدمر، ودولة المناذرة - عاصمتها الحيرة، ودولة الغساسنة - عاصمتها الجابية.

ومدينة الحضر مستديرة تقريباً، قطرها حوالي الكيلومترين يحيط بها خندق عميق محكم الجانب كما يحيطها سور مدعم بـ 163 برجاً، ويتكون هذا السور من جدارين عرض كل منهما 3 م و 2.5 م وبينهما مسافة 12 م عند البوابة الشمالية. كما وجد خط ترابي يلف بالمدينة من جميع الجهات على بعد نصف كيلومتر خارج السور ولا يعرف إن كان سوراً خارجياً أم أنه حلقة أحكم بها العدو حصاره للمدينة، وتقع على أطرافها عدد من القلاع. و قد تميزت المدينة بموقع يحتل أهمية تجارية وعسكرية، فضلاً عن وفرة مياهها العذبة وأراضيها الخصبة.شعار المدينة هو الصقر, وهو يمثل قوة وهيبة المدينة التي يحكمها آل نصر الأقوياء. اشتهرت الحضر في زمن جذيمة الوضّاح الأبرش والذي اغتالته الزباء ملكة تدمر. وكان سكان الحضر وثنيون يعبدون آلهه منها اللات وشمش "الشمس" ثم تحولوا إلى الديانة المسيحية وغدت دولتهم دولة دينية تحكم بحكم ديمقراطي حيث يحق للكل إبداء رأيه.

حكم مملكة الحضر أربعة ملوك على مدى 84 عاماً  والملوك هم:
  1. الملك ولجش (158- 165 م)
  2. الملك سنطروق الأول (165- 190 م) وهو أخو الملك ولجش. ولقب ب"ملك العرب" بحسب ما أوضحت النقوش القديمة في مباني الحضر.
  3. الملك عبد سميا (190- 200 م) وهو ابن سنطروق الأول.
  4. الملك سنطروق الثاني (200-241 م) وهو ابن عبد سميا.
كان جل سكان الحضر من القبائل العربية، بينما كانت توجد بينهم أعداد من الآراميين الذين كان لهم تأثير في اللغة والكتابة والمعتقد. كانت مدينة الحضر واقعة على الطريق الرابط بين عاصمتي السلوقيين سلوقيةوأنطاكية. كان سكان الحضر وثنيين يعبدون آلهة عدة منها اللات وشمش "الشمس" قد أطلق الحضريون كلمة (شمش) ليعنوا بها الحقيقة المطلقة، ونعتوا الشمس بالإله الأكبر وقد تخيلوه على هيئة كهل عاقل كما توضح رسومهم على أقواس واسكفات في المعبد الكبير.وقد اختلف حول اسم الإله شمش وجاء بعدة مسميات عند العرب قبل الإسلام، فهو من الآلهة التي عبدتها العرب منذ القدم في شمال شبه الجزيرة وجنوبها. وقيل إنها كانت إلهاً ذكراً عند العرب. أما بعل سمين أو "بعل شمين" فهوآلهة شبيهة عند عرب الجنوب وهو رب السماء عند العرب الجنوبيين الذين اخذوا عبادته من العرب الشماليين.




------------------------------------------------------------------




---------------------------------------------------------------------------------------------

**تم تدمير  متحف الموصل يوم 26 فبراير 2015 علي يد مجموعة من تنظيم الدولة الاسلامية "داعس" بحجة طمس الاصنام وتم تخريب المتحف كامل بكل ما يحويه من اثار
**قام تتار العصر الجديد داعش بتاريخ ٧/٣/٢٠١٥ بتجريف وتدمير مدينة احضر التاريخية في سابقة بربرية لطمس حضارة العراق
**تم تدمير المتحف العراقي ونهب وتخريب اغلب محتوياته ابان الغزو الامريكي للعراق في ابريل 2003 فيما عرف انذاك بالحواسم
Blog Tips
Blog Tips
2009@ سوالف عراقية

اشترك معنا في سوالف عراقية